أصبح الأثاث جزء لا يتجزأ من الحضارات القديمة و جزء لا يمكن طمسه من تاريخ الثقافات على مدار السنين التي مرت فلم يكتف الأثاث فقط في تيسير لنا سبل الكفيلة لجعلنا مرتاحين في منازلنا و مدارسنا و مكاتبنا، أصبح الأثاث ينظر له كالتاريخ الملازم للثقافات العالمية كالسلسلة من الأساليب و الطرز الشعبي تفنن في خلقه مجموعة من نحاة و غيرهم من الفنانين ليضعوا الأساس الأول الذي سار على نهجهم من أتى من بعدهم من أجيال، لدى سنحاول عزيزي القارئ استعراض أبرز المحطات التاريخية للأثاث في مختلف الثقافات و الحضارات التي عرفها تاريخ البشرية منذ القدم.
إعلان
فني تركيب ستاندات وأرفف ولوحات ومرايا
60408025
• مصر القديمة
أقدم المصريين القدامى على أول خطوة نحو إنتاج اول أثاث من أجل التجميل، كان يعتبرون آنذاك أن إنتاج وامتلاك الأثاث دليل على النخوة والرقي والرفاهية بحيث كان بيت الفرعون يزين بأجمل وأحسن ما تتوفر عليه البلاد من قطع الأثاث وعلاوة على هذا طبقة النبلاء وعلية القوم كانوا دائما يحاولون التميز على باقي عامة الناس بامتلاكهم اكتر ما أمكنهم من الأثاث
• الإغريق
كانت حال الإغريق تقريبا هي نفسها الحال التي كانت عليها مصر القديمة حيث كانت حيازة الأثاث الجميل حكرا فقط على الأسر الحاكمة وعلى الأشخاص الذين ينتمون لأعلى الدرجات الاجتماعية، أما غالبية الشعب كانوا يمتلكون كراسي صغيرة بلا ضهر ولا أذرع والعديد من القطع المتواضعة هذا من جهة ومن جهة تانية يعتبر قدماء المصريين مصدر إلهام اليونان فقد استعاروا منهم أشكال كثيرة من قبيل الأسرة ومجالس الرقي ومجالس العرش.
• العصور الوسطى
عرفت صناعة الأثاث ضعف كبيرا خلال الفترة المدعوة ب العصور الوسطى مما اضطر صناع الأثاث إلى تلوين أو تذهيب أغلب القطع لإخفاء تكويناتها غير المتقنة في تلك الحقبة الزمنية، وشابهت هذه الفترة ما سبقها من فترات حيث كان من جديد امتلاك الأثاث الجيد انطلاقا من موقعك الاجتماعي داخل المجتمع، متل ملاك الأراضي والمسؤولون بالكنائس في العصور الوسطى كانوا معتادين على كترة السفر وعادة كانوا يأخذون أثاثهم معهم بسبب القيمة المضافة التي يقدمها الأثاث لصاحبه.
• الحضارة الصينية
عندما ظهرت الأسرة الحاكمة آنذاك ” هان ” كان صينيون ابتكروا العديد من أصناف الأثاث منقسمة هذه الأصناف إلى صنفين الأول هو الأثاث المنزلي الشائع عند الناس والأثاث المستخدم فقط في قصور الملوك، كان صنف أول بسيطا وعمليا في حين كان ثاني أشد زخرفة وإبداع.
ومن مميزات الأثاث المنزلي الصيني هي المهارات التي ركب بها هذا الأثاث أبدع الحرفيون الصين في تركيب أجزاء فلم يستخدموا مسامير أو خوابير القديمة بل نحتوا أطراف الأجزاء بمهارة فائقة ودراية جعلت الأجزاء تتداخل وتتماسك فما بينها.
• عصر النهضة
عرف هذا العصر محاولات جادة من أجل إعادة إحياء الموروث الذي خلفه الأثاث، فعرفت آنذاك العديد من اجتهادات الدول الأوروبية على وجه التحديد إيطاليا وفرنسا.
1. إيطاليا
لعب الحرفيون في إيطاليا دورا هاما في إعادة إحياء قيمة الأثاث داخل الشعوب الأوروبية مما جعل القصور الإيطالية تشتهر بالأثاث الجميل واللوحات الفنية الرائعة استمرت أهمية قطع الأثاث تزداد كلما زاد طلب الملوك والطبقة الغنية على قطع الأثاث حتى أصبح الأثاث من جديد مرتبطا ب الرقي والمنصب العالي داخل مجتمع الإيطالي ليصبح معمما ذلك في باقي الدول الأوروبية.
2. فرنسا
ان الأثاث الفرنسي قبل عصر فرانسيس الأول يعكس الطراز الذي ساد في العصور الوسطى، وبعد آن تسلم فرانسيس الأول الحكم احضر أهم أعلام الفن الإيطالي إلى فرنسا من أجل تجهيز قصره بالأثاث ليحدث بعد ذلك ثورة في تلك فترة التي شملت الوحدات الزخرفية على استخدام الأعمدة وايضا الرؤوس البشرية المنحوتة المحطة يحلي لولبية، وشملت الشرائط المنحوتة التي يطلق اسم التطويق.
• الحضارة العربية إسلامية
في الحضارة العربية إسلامية كان هناك اختلاف نسبي على مستوى الأثاث من ناحية التكلفة والثمن وايضا من جانب الجمالي بحسب كل شخص ووضعه الاجتماعي، كان الأثاث محدودا في مضارب البدو حيث لم تكن تحتوي الخيم سوى على مجموعة من الوسائد والبسط والحواجز المزينة بإضافة الى قطع الأثاث الخفيفة السهلة النقل لم يختلف الأمر كتير في مناطق المتحضرة نوعا ما كان تناول الطعام يتم بجلوس في غالب الأحيان على الأرض المفروشة بالزرابي الفاخرة و المزركشة بشكل إبداعي اما بالنسبة للنوم كان يتم ذلك على أسرة منخفضة نسبيا تغطيها و الستر في حين كانت من أهم القطع انتشرت في عالمنا الإسلامي هي القطع الأثاث التي لديها علاقة بالمسجد من قبيل المحراب و المنبر و كرسي الإمام.
مصادر أفكار هذا المقال
– الموسوعة العربية: آثار الإسلامية / الأثاث في العصر الإسلامي
– كتاب الفنون والآداب